السلام عليكم ورحمة الله
المقدمة :
منذ خلقنا ونحن نعلم بأن لايوجد شيء دون مُوجد له
أي مسبب لوجوده ..
ونعلم ايضاً بأن مايصدر من تلك الموجودات
هي سلوكيات أو استجابات كما تسمى عند علماء النفس ..
تلك الإستجابة او ذلك السلوك سببه الحاجة لشيء
أوالحاجة لإكمال نقصٍ ما ..
تلك الإستجابة بحاجة لمؤثر اياً كان هذا المؤثر خارجي او داخلي
لهذا لايوجد كائن يُصدر سلوكاً معيناً دون مؤثرٍ ما
فعندما ننظر لسلوك لابد لنا أن نبحث عن مسببات هذا السلوك
بكافة إتجاهاتها ,
تلك الإستجابات تختلف من كائن لكائن حسب مستوى الذكاء لديه ..
حقيقةً اود التعمق اكثر في هذه النقطة لكن هناك ماهو أهم ..
ولا اريد أن اطيل أكثر من اللازم ..
السلوكيات الصادرة نستطيع تحديد نوعيتها من خلال
الدافع لحدوثها وحاجات البشر بكافة انواعها
سواءً كانت طبيعية أو غير طبيعية
مثلاً قرأنا في مادة علم النفس
تجربة القرد او القط لاأذكر تحديداً ,
الذي حبسه العالم في قفص وقام بوضع طعام امامه , ليراقب سلوكه
عندما شعر هذا القط بالجوع بدأ بالحركة داخل القفص يمنة ويسرة أعلى وأسفل ..
لماذا ..؟
ليقوم بفتح القفص والخروج للطعام ..
بعد أن عجز عن الوصول له من خلال مد يده من بين القضبان
وبعد عدة محاولات فاشلة استطاع الوصول لشيء
مكنه من فتح القفص والخروج ..
وصف العالم هذه الحالة بأنها استجابة لدافع
اي أن السلوك الصادر منه سببه الشعور بالجوع ..
وقام مرة اخرى بحبسه ليعرف هل استجابته ستكون
بنفس المدة الزمنية الأولى ..فوجد بأنها اقل , لأنه تعلم من اول مرة ..
وهكذا في كل مرة , فمع زيادة مرات التطبيق او التدريب
وجد بأن محاولات الفشل تقل , وسرعة الإستجابة تزيد ...
طبعاً هذا الكلام عن حيوان لايملك عقلاً كالبشر
حقيقةً هذه التجربة كانت الغاية منها واضحة
وهو مدى استجابة الكائن لمؤثر خارجي .
لكن لو فكرنا بها جيداً سنرى بأنها تحوي الكثير من الدروس المهمة ..
1- الفرق بين الحيوان والإنسان وكيف استطاع كائن لايفكر من أن يتعلم بصورة اسرع
بينما يعيش الاف البشر ممن وهبهم الله عقولاً
لايتعلمون من تجاربهم بل انهم لايفكرون ويعتمدون على افكار غيرهم ,
وتراهم يقعون في الخطأ لمرات ومرات عديدة ...
2- لابد من مراقبة انفسنا والتفكير بكل مايصدر منا
من اين صدر وكيف ولماذا ومتى ..
تلك المراقبة هي التي ستمنحنا قدرة خارقة
على كيفية التعامل مع مشاكلنا مهما كبرت ..
حتى وإن كنت ترى بأنها ليست بمشكلة
لكن لك ان توليها اهتماماً , حيث انها جزء منك او من تكوينك ..
3- الذكي ليس من ينجح في حياته دائماً دون ان يمر بمحاولات فاشلة
بل الذكي هو من ينجح بعد أن يمر بعدة محاولات فاشلة ..
نجاح ذلك كأنه مبني على اساسات هشة يكتفي بما لديه
اما الآخر فنجاحه بُني على اساسات ثابتة وقوية
يعرف تفاصيلها فيتمكن من التعامل معها وهكذا ..
لذلك يامن تفشل كثيراً في حياتك ..
لاتتوقف بل تعلم من كل محاولة وحاول أن تعرف
سبب فشلك في كل مرة لتتجاوزه في المرة التالية لا أن تقع فيه ..ايها الأب عندما ترى بأن ابنك ليس بذو اخلاقاً جيدة تفخر بها امام الناس
لاتلم الغير او المجتمع بسوء حاله
بل انظر لنفسك ولكيفية تنشئتك له ..
عد للبداية وسر في خط مستقيم ستلاحظ بأنك انحرفت هنا وهناك دون أن تعي
وسبب انحرافك هي عدم استمرارك في المراقبة وسوء توجيهك ..
أيتها الأم عندما تلاحظين بأن الله وهبك ابنةً عاقة لاتلوميها بل لومي نفسك
كيف ربيتيها اي قيمٍ زرعتها بها وأي اخلاقٍ انشأتها عليها
أيها الأخ الفاضل عندما تفشل في حياتك العملية
لاتقل بأن الحظ هو السبب بل انظر لنفسك
هل تعلمت من فشلك هل قدمت كل مايجب ان تقدمه هل عملت بجد ..
هل انت واثق من نفسك , متفائل .
4- تعلمنا من هذه التجربة بأن هناك حافز يدفع الكائنات
لتصدر سلوكياتها ,
فمثلاً شعور القرد او القط بالجوع يدفعه للبحث عن الطعام
لو قسنا هذا المثال على البشر
كيف يتصرف الإنسان عند الشعور بالجوع ..
يبحث عن الطعام بالتأكيد , لكن كيف سيتصرف
ليتناول شيئاً يسد جوعه ..؟
ماذا سيفعل إن لم يجد ...؟
سيبحث عن اي شي , هل سيسرق ..؟
اعتقد نعم سيفعل إن لم يستطع التحمل وإن سدت الأبواب في وجهه
وإن لم يكن بقلبه إيماناً يقويه
السرقة سلوك سيئ ..كيف ننظر له , أنت وهي وهو وأنا ..
منا من سيبرر فعلته , ومنا من سيسامحه , ومنا لااا
لأن من يسرق بنظره هو سيء جداً ولايستحق إلا العقاب ..
هكذا توارثنا فكرنا بأن المخطىء مُخطىء والجيد جيد ,
وكأننا خُلقنا هكذا وُلدنا هكذا ..
فالسارق دون أن نفكر نكرهه ولانتعامل معه ولانتقرب منه
الفتاة ذات السمعة السيئة نعاقبها ونتجاهلها ونحتقرها ولا نحاول ان نتقرب منها
الشاب المنحرف نعاقبه ونتجاهله ونحتقره حتى اننا نعلم ابناءنا كيف يتصرفون معه
ويؤذونه,
هؤلاء هم بشر قبل أن يكونوا سيئين فلنتذكر جميعاً هذه النقطة ولنتذكر دائماً بأنه يجب علينا أن نبني افكاراً تخصنا وتمثلنا
..
كل تلك السلوكيات السيئة والصادرة من البشر
على اختلاف جنسياتهم وبيئاتهم والوانهم ..
ليست مولودة معهم بل هي مكتسبة ..
إما من الوالدين او من البيئة المحيطة بهم أو من سوء التربية
لايوجد انسان سيء بطبيعته ,
لهذا عند الحكم على سلوكٍ ما لابد أن ننظر
للسبب الذي صدر بسببه هذا السلوك
والنظر يجب أن يتجاوز ابعاداً , ان نذهب لمكان وزمان ابعد عن ناظرنا ..
..................
هذا بالنسبة لسلوكيات من هم حولنا ..
لكن ماذا لو كانت مراقبتنا لسلوكياتنا اهم من مراقبتنا لسلوكيات غيرنا
ماذا لو عملنا على إصلاح انفسنا بدل محاولاتنا في إصلاح من هم حولنا من خلال النقد الذي لاطائل منه..
إما قولاً او تطبيقاً ..
الستُ أنا اولى بأن انظر لنفسي واقومها ..
ارى بأنني اهم بالنسبة لي لأفيد غيري
ما أن اعمل على نفسي واصلحها اكون بذلك قدمت خدمة لنفسي واهلي ومجتمعي ..
فكروا لو كل شخص قام بذلك كيف سنكون...؟
ما أن اعمل على أن اكون شاباً صالحاً راضياً عن نفسي
اكون قد قدمت نفسي لمجتمعي على طبق من ذهب
اساهم ولو بشكل بسيط في الحد من سلبياتنا المتناثرة هنا وهناك
لو انتظرت غيري ليُقوِموا انفسهم فابدأ انا من بعدهم
لن نتحرك , ولن نتغير ,
كن جدياً مع نفسك وابدأ بها ,
....................
مقدمة طويلة اعرف ذلك ...
ماسأذكره لكم اليوم يحتاج للتطبيق لأن نكون صادقين مع انفسنا ..
أحياناً تصدر منا نحن البشر سلوكيات نراها لكن لانفهمها
او نراها فنفهمها لكن لانعيرها اهتمام
او لانراها بالتالي لن نفهمها فلن نفكر بها بالتأكيد..
سأذكر لكم احد انواع تلك السلوكيات ..
وتطرقت إليها بدايةً لأهميتها .. ولأنها اصبحت منتشراة بشكل كبير جداً
ففي السابق كان هذا السلوك نادراً مايصدر من رجل
فالنساء هن اكثر من نراهن كذلك..
لكن الآن ارى بأن الرجال بدأو يزاحمون النساء في هذا المضمار
وخاصةً كبار السن
ولاحول ولاقوة إلا بالله ..
سوء الظن او التفسيرات المبنية على إحتمال ..
ماعلاقة سوء الظن بمقدمتي الطويلة ...؟
تابعوا معي ..
كل شيء من حولنا بحاجة لأن نفسره وهذا امر طبيعي
سواءً كانت كلمة أو سلوك أو علامة , تلك التفسيرات والتي نضعها نحن البشر
لابد أن يكون سبب وجودها طرفين او أكثر
طرف لنقل بأنه الطرف الذي يصدر منه السلوك
وطرف آخر لنقل بأنه الطرف المستقبل للسلوك ومفسره..
تلك السلوكيات :
بعضها نعرف سببها وبعضها لانعرف سببها
وبعضها نعتقد بأننا نعرف سببها ونبني احكامنا على هذا الإعتقاد فلا نتأكد.. ..
تفسيراتنا تعتمد على عدة امور :
-الشخصية وكيف تكونت
- الفكر وكيف وُجه
- نوع السلوك الصادر من الطرف الآخر
لو تمعنا في امور حياتنا سنجد بأننا لانتوقف عن وضع تفسير لكل شيء,
إما بصوت مسموع او غير مسموع
أمام الملأ او مع انفسنا ..
سأتحدث اليوم عن طرح التفسيرات أمام الأطراف المعنية
كما يحدث هنا في قسم النقاش مثلاً عندما نقوم بالرد على موضوع
يتناول مشكلة شخصية , تحتاج لآراءنا
وطرح التفسيرات امام اطراف غير معنية , او بين انفسنا ..
كحكمنا على اشخاص بسبب افعالهم او اقوالهم
دون البحث في المعنى او المقصود من تلك الأفعال والأقوال
وكيف نقع أحياناً في سوء الظن دون أن نعي ذلك ..
............
تنتابنا أحياناً لحظات من الغضب على اشخاص لم يؤذونا
فتواجدهم في اماكن تواجدنا يزعجنا
لانحب مخاطبتهم ولانحب مجالستهم
وأحياناً نقوم بتفسير تصرفاتهم وترجمة همساتهم
على انها توجيه سهم مسموم لنا إما كراهيةً او حقداً أو حسداً أو غيرةً ..
وأحياناً تنتابنا لحظات جنون نظن فيها بأن هناك شخص يحبنا
ويتابعنا
فنفسر اقواله وافعاله على أنها محبة , إهتمام , إعجاب وما إلى ذلك ..
سأعطيكم مثالين لتفسيراتنا الشخصية بيننا وبين انفسنا,
مثال 1:
يوجد شخص في حياتك كلما رأيته تضايقت
رغم انه لم يؤذك بشكل مباشر ابداً
فتارةً رأيته يجلس بجانب صديق لك ينظر إليك بين الحين والآخر
مبتسماً او ضاحكاً او حتى ليس لاهذا ولاذاك,
فحدثتك نفسك بأنه يغتابك ويهزأ بك او يتحدث عنك بالسوء..
ورأيته مرة اخرى في مكان آخر ,
فبمجرد وصولك تجده ينهض ليغادر المكان معتذراً
فتحدثك نفسك بأنه لايطيق مجالستك او يكرهك
رغم انه قال بأن مضطر للخروج واستأذن..
نفس الشخص وجه إليك كلمة يقصد بها شيئاً
فتقوم انت بدورك وتفسرها حسب ماتريد نفسك اي حاجتك
ربما قال كذا لأنه كذا ربما كان يقصد كذا..
ولاحظ بأنك في كل تفسير تجعله معادياً لك وتظلمه
لأنك لاتعرف مقصده الحقيقي لكن هكذا تريد أن يكون امامك هذا الشخص ..
تريده أن يكون كاره وحاقد وظالم ...
مثال 2:
عندما يقوم أحد الأعضاء مثلاً بتوجيه كلمة ثناء وتسجيل إعجاب
بمشاركة احد العضوات ..
هنا هي تعرف بأن الثناء للمشاركة او للفكر
زائد أنها كالجميع تحب أن ترى معجبين لكلمتها
تلك اللحظة التي عاشتها وهي الشعور بالفرح عندما اعجب البعض بكلماتها
قام العقل بنقش ذلك الشعور على صفحات ذاكرتها ..
تجاهلتها في المرة الأولى لأنه امر طبيعي ,
مع مرور الأيام يصدف بأن ذلك الشخص سجل إعجابه بكلمتها للمرة الثانية والثالثة
هل سيكون شعورها بالفرح هذه اللحظات كتلك اللحظة ..؟
نعم سيكون ,
إذ كانت الفتاة تعيش حياة طبيعية وشخصيتها سوية وليست لها حاجة
>> ركزوا جيداً بليس لها حاجة <<..
لكن ربما يتجاوز الأمر الشعور بالفرح عندما تكون عكس ذلك وتكون لها حاجة ..
الفتاة السوية تتلقى الرسائل الموجهه لها كما يجب أن يكون واقصد بالرسائل ,
تلك الإشارات او السلوكيات الصادرة من الغير والتي نقوم نحن بترجمتها إما جزماً أو إعتقاداً
لكن الفتاة الغير سوية تتلقى نفس الرسائل كما تريد هي وليس كما يجب أن يكون
فمثلاً لو كانت هذه الفتاة تعاني فراغاً عاطفياً نقصاً اياً كان نوعه
هل ستعتبر إعجاب ذلك الشخص لكلمتها !!
لااااا بل ستحدثها نفسها بأن ذلك الشخص معجب بشخصها ..
هذا أمر طبيعي تبعاً لطبيعتها كونها كائن تحتاج لهذا النوع من الشعور
كأحتياجنا جميعاً للأكل عند الجوع للماء عند العطش وغيرها
حتى المشاعر هي كالغذاء المكمل لشخصياتنا إذ افتقدنا نوعاً منها
سنعاني نقصاً بالتأكيد
الم تسمعوا عن عدة امراض عضوية سببها سوء التغذية
كذلك الأمراض النفسية سببها سوء التغذية العاطفية او التربوية او غير ذلك
والغير طبيعي عندما تبحث عن حاجتها في مكان غير مناسب..
هناك قوة في داخلها تدفعها رغماً عنها لتفسير كل مايوجه لها من الخارج
بأنه إعجاب , حب , مودة , رحمة ...
ستفسره تبعاً لما ينقصها ..
تلك القوة مُستمدة من حاجتها لشيء .. وليست هي من اوجدت تلك الحاجة
لكن طبيعتها , تكوينها فالإنسان ليكون متكامل لابد أن تلبى له الكثير من الإحتياجات ..
لو فقد شيئاً منها سعى لتعويضه بأكثر من وسيلة ..
هي حكمة الله ..
فلو كانت بحاجة لأن تشعر بأهميتها فسترى بأن إهتمام الناس بها
هو كذلك وليس لأن اخلاقهم عالية اي انها تحكر تلك الأخلاقيات النبيلة
لنفسها فترى بأنه لايفعل ذلك إلا معها ..
وإذا كان ينقصها الحب سترى بأن كل سلوك يصدر من الغير
هي سهام حب موجهه لها وهكذا ..
أي اننا نقيس ونُقيم الإشارات الصادرة من الغير حسب النقص الذي نعيشه ....
>> ضربت مثال عن حواء حيث أن إحتياجاتها العاطفية تفوق
إحتياجات آدم وليس لخلل بها
فكلاهما يشعران بالنقص <<
هنا نحن نرتكب خطأ في حق أنفسنا وغيرنا لكن نحن المتضررين أكثر
لأننا سنعيش صراع بين الفكر والنفس ..
أحياناً نعي بأننا مخطئين لكننا نستمر في الخطأ لأن الحاجة أكبر
كتلك الفتاة التي تحادث شباباً تعاكسهم مثلاً ..
هي تعلم بأنها تسير على طريق خاطىء وسيقضي عليها يوماً
لكنها تعجز عن التوقف وإصلاح نفسها ..
مالسبب...؟
حاجتها للشعور بالإهتمام او الحب او الأمان تدفعها رغماً عنها
لتجاهل إدراكها للخطأ فتتمادى ..
وأحياناً تحاول أن تمنع نفسها عن الشعور بالذنب وبتأنيب الضمير
فتقوم بتوريط صديقاتها العفيفات حتى يُصبحن مثلها وكأنها تريد أن تخدع نفسها
بأن هذا سلوك طبيعي تنهجه الفتيات ..
على فكرة, الصراع بين الفكر والنفس يكون الغالب فيها للأقوى
تبعاً لقدرتك على ترويض اياً منهما ..
وتلك القدرة مسؤولية الأهل ...
كل نقص لابد أن نملأه هذه قاعدة رئيسية احفظوها جيداً
يستحيل أن تشعر بالنقص ولاتسعى لأن تعوضه أياً كان نوعه
لايأتيني شخص منكم ويقول أنا أعاني نقصاً لكن لا أحارب لكي أعوضه ,
سأقول له بأنك غير محق وأستطيع إثبات ذلك ..
نحن بشر لدينا احتياجات نعيش لنلبيها هكذا خُلقنا ..
فكل من يشعر بالنقص يسعى لتعويضه
إما بشكل مباشر او لا, واحياناً يكون مدرك لحقيقة وضعه واحياناً لايُدرك ذلك
الأخطاء تقع دائما من الفئة الثانية وهم اولئك الذين لايدركون
ولايستطيعون فك رموز سلوكياتهم ومشاعرهم على اختلافها
فتراه يفعل شيئاً ويرى بأنه امر طبيعي ..فيستمر ..
رؤيته للأمر على انه طبيعي هذا خلل وليس مرضاً
لن اقول بأنه يحتاج لعلاج لكن لعله يحتاج نوع من التوازن النفسي
ليتمكن من الرؤية بوضوح وليتمكن من تقدير مشاكله البسيطة
والتي لو أهملها ستكبر يوماً ما وتثقل كاهله ..
هذا التوازن ارى بأن الأهل هم من يتحملون مسؤليته ..
لأنهم هم المسؤلين عن تنمية شخصيته وتكوينها ..
لعلي اطرح علاجاً فيما بعد ..
كنت قد لاحظت كثيراً هذه الخصلة منتشرة بين النساء بشكل لايوصف
وأقصد الشعور بالنقص ومحاولة تفسير الأمورحسب اهواءهن اتمنى أن لاتغضب حواء
لكن صدقاً هناك أمور هي تراها لكنها لاتعرف مصدرها
وربما تظن بأنها تعرف مصدرها ..
لكن المأساة اليوم بأنها انتشرت بين الرجال وبشكل كبير
انا لا أستثني نفسي أحياناً أكون هكذا
بمعنى اسيء الظن دائماً لغاية في نفسي وللأسف أعلم بذلك
هناك فرق بين أن تسيئ الظن وأنت لاتعلم وأن تسيء الظن وأنت تعلم
إن كنت تعلم فهذه مصيبةٌ وإن كنت لا تعلم فالمصيبةُ أعظمُ
والمصيبة الأعظم والأعظم هو عندما تعلم ولا تعمل لتصحيح الخطأ..
شخصياً ارى بأن اساءة الظن ليس بالضرورة أن نرى الطرف الآخر
سيئاً او عدواً لنا
بل حتى إن رأيته محباً او جيداً هو ظن سيء ..
لأن في كلا الحالتين إعتقاداتنا خاطئة ..
وهناك فرق بين أن تكون معتقداً وبين أن تكون متأكداً
في حال الإعتقاد :
نحن ربما نكون محقين وربما نكون مخطئين المشكلة اننا لانعرف
هل نحن مخطئين أم محقين ..
والمشكلة الأعظم أننا نبني علاقاتنا مع الغير على إعتقاد ,
اي على إحتمال أن يكون كذا وإحتمال أن يكون كذا .. مع الجزم
>> ربما لاتعني التفاؤل دائماً بل تعني حسن الظن <<
حقيقةً اشعر بأني مشوش قليلاً , وصولي لهذه النقطة جعلني افكر
بهل حسن الظن افضل ام سوء الظن ..؟
ارى بأن التوسط جميل , لا أن نحسن الظن دائماً ولانسيء الظن
ولا نستطيع فعل ذلك إلا عند البحث ووضع جميع الإحتمالات ..
فلن يكلفنا وضع عدة إحتمالات لسلوك سيء او جيد شيئاً
سوى أننا نكون افضل بنظرنا ..
فنتخلص من عقدة صغيرة داخلنا تكونت بفعل وضع احتمال واحد فقط .
في حال التأكيد :
نحن بحاجة لدليل إعتراف على الأقل
حينها نكون على خطى ثابتة وواضحة فلانظلم ولانُظلم
لو لاحظنا فإن أغلبنا عندما يفسر كلمة او سلوك دون ان يتأكد
فهو إما يظلم نفسه أو يظلم غيره
نادراً مايكون صائباً في وضع تفسير مناسب وحقيقي..
وذلك بسببه هو وليس بسبب الطرف الآخر ..
تأكيدنا بما ليس مؤكد خطأ..
لهذا اقول بأنه من الطبيعي جداً أن نقوم بتحليل مواقف وسلوكيات البشر
لنتمكن من فك رموزها لفهما ولمعالجتها إن كانت بحاجة للعلاج
لكن العلاج لايكون إلا عندما نوسع النطاق على المشكلة ..
وبأن نضع إحتمالات متعددة تتناسب والموقف او السلوك
وليس رغباتناوحاجاتنا
ضع خطاً احمر تحت رغباتنا وحاجاتنا ..
............
سأعطيكم مثال للتفسيرات العامة أمام الملأ
مثال :
تم طرح موضوع في قسم النقاش وكان الموضوع يدور حول زوجة مظلومة
هكذا أُسمعنا, وكان الموضوع غير متكامل ,
تأملوا معي :
>>> تعرضت للخيانة من زوجي ,
أنا لم اقصر معه في شي وكنت افعل له كل مايريد
احترمه واهتم به وببيته ولم اخنه ,
لكنه تزوج علي وتركني فجأة واهملني وابنائي , لايصرف علينا
ولايزورنا ولا يطمئن باتصال ,
وكلما بعثنا له برسول طرده واهانه ..<<<
البعض عندما يقرأ هذه القصة للمرة الأولى سيضع الحق على الرجل
وسيرى بأن الزوجة هي المظلومة
سنضع اللوم عليه ونُحور مشاركتنا لكلمات قاسية موجهه لهذا الزوج الظالم والقاسي
سنتناول الموضوع حسب رؤية كاتبته ..
نحن هنا نرتكب خطأ فادح دون أن ندرك ذلك
في حق انفسنا وغيرنا لكن المتضرر الأكبر هو الأطراف المعنية
سأخبركم لماذا ..
1- القضية لم يتم طرحها من قبل الطرفان بل من طرف واحد وهي الزوجة
ومن الطبيعي أن تجعل نفسها بطلة القصة المظلومة والمغلوب على امرها ..
لعلها لاتريد أن تجعل من نفسها بطلة ,
لكن بعض الأشخاص لايرون أخطاءهم
والبعض يرى خطأه صواب
والبعض لايعرف كيف يميز بين الخطأ والصح فتختلط عليه الأمور
والبعض لايرى إلا بمنظار وهذا المنظار شخص آخر
يخبره بما يراه وليس ماهو حاصل بالفعل ...
2- السلوكيات الصادرة من الزوج مبهمة نوعاً ما ,
لو فكرنا بتصرفات الزوج من الناحية السلوكية سنعرف بأن تلك
ليست افعال عشوائة بل كانة ردود افعال ,
فهل يعقل أن يكون كارهاً هكذا دون سبب ..!!
لو عدتم لمقدمتي فوق ستعرفون ماذا أعني ..
ولنتمكن من معرفة الخطأ لابد من أن نبحث عن حقيقة المؤثر
الذي تسبب في إحداث ردة الفعل تلك,
3- من تحدث هنا هي المرأة وليس الرجل
لذلك عند الحكم على قضية لابد ان نراعي جنس القائل
فالمرأة عندما تريد أن تعبر عن مشكلة حصلت لها لن تسردها كالرجل
ولا أقصد بأنها ستكذب, لااااا
بل ستراها بطريقة مخالفة لرؤية الرجل
حقيقةً اشعر بالخوف من التعمق في هذه النقطة خوفاً من ردة فعل حواء
لكن سأكتفي
>>بأن طريقة إستقبال حواء للإشارات تختلف عن إستقبال آدم لها
حسب تكوين كلاً منهما ..<<
لنتمكن من مناقشة القضية من اوسع ابوابها :
1-لنتناولها من جميع الجهات
- حضور كافة الأطراف
2-وضع جميع الإحتمالات الصائبة والغير صائبة
-مراعاة الجنس
3- مراعاة المرحلة العمرية للفكر
4-مراعاة بيئة وثقافة كلا الطرفين
5- عدم التصريح المباشر بوضوح الفكرة امام الجميع
..................
إذا نحن نتفق الآن بأنه لكل فعل ردة فعل
ولكل شيء سبب , وتفسير ذلك السبب لايجب أن يكون
حسب حاجاتنا البشرية ..
بل لابد من مراعاة عدة نقاط ..
في الأمر صعوبة ,
لكن المحاولة والتكرار والإصرار على تطوير الذات
يساهمان في تسهيل الأمور ..
لعلاج هذه المشكلة نحتاج لعدة امور :
1- لتفادي حدوثها :
- يجب على الأباء تعويد ابناءهم كيفية التأمل والتفكر في انفسهم
سلوكياتهم , كلامهم , افكارهم ,,
عندما يصدر سلوك من الأب او الطفل
من واجبهم أن يقوموا بشرح كيفية صدوره
حتى ودون ان يسأل ..
بمعنى عندما يغضب الأب على ابناءه
فيصرخ , ويعتزلهم في غرفته ,
لابد من أن يقوم بعد أن يهدأ بشرح سبب فعلته تلك
وإن كانت في نظره امر طبيعي ..
فليقل له معتذراً لقد كنت منهكاً من ضغط العمل
وحدث معي كذا وكذا واشعر بالصداع ويقوم بتفسير
مشاعره تلك اللحظة بشكل مبسط ليفهمه ..
سيضحك البعض من هذه الطريقة ..
لكن تأكدوا رغم تفاهتها لكنها تساعد ابناءكم وتساعدكم
في التخلص من كل سلبياتكم
تمنحكم قدرة على رؤية انفسكم بعمق..
تساعدهم في ترجمة احاسيسهم وسلوكياتهم و غيرهم ايضاً..
بالتالي يحسنون التعامل مع انفسهم ومشاكلهم ..
الأمر يستحق العناء صدقوني..
نحن هنا نعودهم على مراقبة انفسهم فبالتالي نادراً مايخطئون
- يجب تعويدهم على أنه لايوجد شيء بدون سبب
وأنه لكل فعل ردة فعل وهكذا ..
- يحاولون قدر الإمكان أن لايتسببوا في إحداث نقص في تنمية شخصياتهم
بأن يقوموا بمنحهم كل مايحتاجونه ..
حتى لايبحثوا عن مكملات في الخارج ..
او تعويض ذلك النقص من خلال سلوكيات غير سوية
2- لمعالجتها بعد الضرر ..
- لابد أن نتريث في الحكم , يصعب علينا ذلك احياناً
لكن الأمر يحتاج لإرادة قوية
بأن نعود انفسنا على عدم التسرع في إطلاق الأحكام والتفسيرات
- نعود انفسنا أن نكمل النقص بطرق أُخرى
هناك العديد من الدورات التي تساهم في تطوير الذات
في تعزيز الثقة بالنفس , القدرة على توجيه الفكر وكيفية إعماله ..
ليس عيب أن نخوض هذه التجربة ..
إذ لم تتمكن من حضور هذه الدورات خارج المنزل تستطيع قراءتها
من خلال الكتب او الإنترنت ..
لك أن تزور اطباء نفسيين ليساعدونك بالتخلص من كل مشاكلك ..
ليقوموا بسد ثغرات الخلل التي احدثتها الأسرة او البيئة ...
لعل البعض يرى بأنني ضخمت الموضوع ..
وهو لايحتاج لكل هذه الأحرف ..
سأخبركم بسر ..
1+ 2 = 10
عدم الثقة بالنفس + ( الشك , نقص ذاتي ) = فوبيا البشر
أعراض فوبيا البشر ..
خوف , توتر , تعرق , ضعف وخمول , عدم القدرة على التركيز
العجز عن التواصل معهم, عزلتهم , عد القدرة على الإندماج في المجتمع
التوقف عن الإنتاج و...و...و....
هل تؤمنون بأن 1+ 2 =10.....؟
تلك مشاكل عادية جداً
سببها خلل في النفس وُجد بسبب خطأ في التنشئة والتوجيه..
او بسبب محيطه العام ..
وكان بالإمكان اصلاح تلك الأخطاء بإحداث نوع من التوازن وإعادة التطوير ..
لكن اهملناها فتسببت في إحداث مرض وليس خلل
ومعالجة الخلل ليست كمعالجة المرض
فالثانية تحتاج للكثير ,
اما الأولى لاتحتاج سوى لإرادة تدفعنا للعمل على سد ثغرات الخلل تلك ..
لهذا انا ضد إهمال مشاكلنا النفسية البسيطة لأنها مع مرور الوقت ستتكدس وتسبب لما مرضاً مستعصياً لاقدر الله..
لنحاول معرفتها ومن ثم مراقبتها ومن ثم الإعتراف بها
ومن ثم معالجتها ,
الحاجة لشيء > شعور بالنقص > اتمام حاجة طبيعية > محاولة تعويض هذا النقص > سلوك ..
مثال :
الحاجة للطعام > الشعور بالجوع > حاجة طبيعية > محاولة سد هذا الجوع > السرقة
فمن منكم يريد الإبحار في أعماقه ..
.............